للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنْ نَفْعَلَ} [هود: ٨٧]. ومنه قول الشّاعر:

ذَكَرتُكِ والحَجيجُ لَه ضَجِيجٌ ... بمَكّةَ والقُلُوبُ لهَا وَجِيبُ

وَقُلتُ وَنَحْنُ في بَلدٍ حَرَامٍ ... [بِه] (١) للهِ أخْلَصَت القُلُوبُ

[أَتُوبُ] (٢) إليْكَ يَا رَبّاه ممّا ... جَنَيتُ قَقَد تَعَاظَمَت الذّنُوبُ

وَأمّا عَن هَوَى لَيْلى وَتَرْكِي ... زِيارَتها فَإنّي لَا أتُوبُ (٣)

فمتى عطفتَ على "هوى ليلى": "ترْك زيارتها" فسَد المعنى؛ لأنه يكُون "لا يتوب من ترك زيارتها"، وذلك يدلُّ على بُعْده [منها] (٤)، وسواء قدّرت "أنْ" أو لم تقّدر.

وقد تؤولت الآية بأن يكُون عطف " [أو] (٥) أن نفعل" على قوله: "ما يعبد آباؤنا"، والتقدير: "أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا، وتأمرك أن نترك أن نفعل في أموالنا ما نشاء؟ ". (٦)

وأمَّا البيت: فلم يظهر لي فيه إلَّا وجهان، وهو أن يكون العطفُ على "ليلى"، والتقدير: "وأمَّا عن هوى ليلى وهوى ترك زيارتها فلا أتوب"؛ لأنه إذا رآها ولم تعطف عليه اشتد عليه الشّوق، وعظم عليه الجفَاء والقَلق، فهو يهوى ترك زيارتها


(١) سقط بالنسخ. والمثبت من مصادر التخريج.
(٢) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٣) الأبيات من الوافر، وهي لقيس بن الملوح، المعروف بمجنون ليلى. انظر: عقلاء المجانين لابن حبيب النيسابوري (ص/ ٥٢)، والظرف والظرفاء للوشاء (ص/٧٣)، والحماسة البصرية (٢/ ١٧٨)، والمعجم المفصل (١/ ٣١٥).
(٤) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٥) بالأصل: "و". والمثبت من (ب).
(٦) انظر: البحر المحيط (٦/ ١٩٧)، المغني (ص ٦٨٦، وما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>