للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لذلك.

ويحتمل أن يكون "فلا أتوب" راجعًا إلى: "هوى ليلى"، ويكون الرّاجع إلى "الترك": "لا أفعل" محذوفًا يدلّ عليه المعنى، وذلك لأنَّ التقدير: "وأمَّا توبتي عن هَوى ليلى فإني لا أتُوب"، فـ"عن" يتعلّق بـ"توبتي"، وعليه عُطف "ترْكي"؛ فيتّفقان في فعل "أمَّا"، ويفترقان في جوابها، فجوابُ "أمَّا توبتي": "فإني لا أتوب"، وجوابُ "أمَّا تركي": "فإني لا أفعَل". (١)

ومثله: "علفتها ماء وتبنًا"، و"جاء مُتقلّدًا سيفًا ورمحًا"، وهذا هو الرَّاجح (٢). وقد اختاره شيخنا الإمام العلّامة شَمس الدّين، خطيب الرّوضة المشرّفة وإمامها.

وقد استغنت العرب بـ"تَرَك" عن "وَدَع" و"وَذَر"، وعن اسم فاعلها بـ"تارك"، وعن اسم مفعولها بـ"متروك"، وعن مصدَرها بـ"التَرْك". وسُمع: "وَذْر" و"وَدْع" (٣).

و"ببسم" مُتعلّق بالمصْدَر، ودخَل حرف الجر على "بسم الله" وهو مجرور بحرف جر؛ لأنّه أراد حكايته اللفظ على وضعه، فتنَزَّلت البسملة كُلّها منْزلة الكَلمة الواحدة.

قوله: "الحديث الأوّل": تقدَّم الكلام عليه في أوّل الكتاب، وعلى متعلّق "عن"، وجملتي "صلى الله عليه وسلم" و"رضي الله عنه"، وذِكْر الجمل التي لا محلّ لها، كُلّ ذلك في لحديث الأوّل من الكتاب.


(١) انظر: أمالي ابن الحاجب (٢/ ٦٤٥، ٦٤٦).
(٢) انظر: توضيح المقاصد (٢/ ١٠٣٠)، وشرح التصريح (١/ ٥٣٦)، وإيضاح شواهد الإيضاح (١/ ٢٤٥)، والخصائص لابن جني (٢/ ٤٣٣).
(٣) انظر: البحر المحيط (١٠/ ٤٩٦)، الكتاب لسيبويه (١/ ٢٥)، (٤/ ٦٧)، الإنصاف في مسائل الخلاف (٢/ ٣٩٦، ٣٩٧)، إسفار الفصيح (١/ ١٨٥، ٢٣٠، ٥٦٩)، شرح التصريح (٢/ ٤١)، الهمع (٣/ ٢٢)، جامع الدروس العربية (١/ ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>