للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مجرى "صار" (١). ومنهم مَن لا يلحقها بـ "كان"؛ لما رأى من قصورها عنها، فيجعل انتصاب ما بعدها على الحال؛ لأنها تتعدّى بحرف الجر؛ لأنّ خبرها لا يصحّ أن يكُون معرفة، بخلاف "صار".

والتقدير في الحديث هنا: "ثم عاد إلى مكانه الذي كان فيه قبل نزوله". وعلى هذا، فلا يكون من أخوات "كان".

وإن قدّرتها بمعنى "صار": كان اسمها ضَمير "النبي - صلى الله عليه وسلم -"، وخبرها مُقدَّر، أي: "ثم عاد فاعلًا ذلك حتى فرغ". وسيأتي الكلام عليها وأخواتها في السّادس من هَذا الباب.

قوله: "القهقرى" (٢): مصدَر لبيان النوع، من المصادر المختصّة، ومنه: "اشتمل الصمّاء"، وهو "يعدو الجَمَزَى".

والتقدير: "فنزل يمشي مشى القهقرى"، أي: "متقهقرًا".

واختلف الناس في نصبها، فقيل: هي منصوبة بفعل مُقدّر من لفظها، والتقدير: "رجع قهقرا القهقرى"، ويحتمل هو صفة لموصوف محذوف، أي: "رجع الرجعة القهقرى"، والثّالث تقدّم، ومثله: "قعد القرفصاء"، و"اشتمل الصماء"، والخلاف في الكُلّ واحد (٣).

قوله: "حتى سَجَد": "حتى" حرف ابتداء متعلّقة بـ "يمشي" المقدّر.

قوله: "في أصل المنبر": أي: "إلى أصل المنبر".


(١) انظر: الكافية في علم النحو (ص ٤٧)، وشرح الكافية (١/ ٣٨٨).
(٢) القهقرى: الرجوع إلى خلف.
انظر: الصحاح للجوهري (٢/ ٨٠١)، والقاموس المحيط (ص/ ٤٦٧).
(٣) انظر: أوضح المسالك (٢/ ١٨٤، ١٨٥)، وشرح المفصل (١/ ٢٧٤)، اللباب في علل البناء والإعراب (١/ ٢٦٤، ٢٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>