للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقدّمت "حتى" في الثّاني من الأوّل.

قوله: "وفي لفظٍ": تقدَّم قريبًا، و"كنّا" كذلك.

قوله: "أن نَخرُج" و"حتى تَخرُج البكر": "النون" و"التاء" مفتوحتان، وجَرَت "حتى" هُنا على قاعِدتها من الغَاية والنّصب، بإضمار "أنْ"، وهي هنا مُقدّرَة بـ "إلى أنْ"، بتقدير: "كنا نُؤمَر أن نَخْرج يَوم العيد، حتى أُمِرنا أنْ تَخرج البِكرُ".

قوله: "حتى تخرُج البِكْر": الجملَة بعدها في موضِع جرٍّ بها، وقياسُ "حتى" أن لا تعمل شيئًا؛ لأنها لم تختصّ بالأسماء ولا بالأفعَال.

فإن دَخَلت على الفعل المضَارع نَصبته بإضمار "أن" الخفيفة.

وإنْ دَخَلت على الجمَل لم تُؤثّر فيها، وصارَت معها حرْف ابتداء.

وإن دَخَلت على المفرَدات خفضتها بمعنى: "إلى".

وإن دَخَلت على الماضي لم تُؤثّر فيه، وكان الفعل بعدها في محلّ جر بها.

وجَرَت "حتى" هنا على القَاعِدة في كَون ما بعدها وقَع عليه الحُكم الذي وقَع على ما قبلها، وفي كَون ما بعدَها جزءًا مما قبلها، وأقلّ منه في الكمية، وبهذا حصل الفرق بين "إلى" و"حتى"، فإن "إلى" تجرُّ ما بعدها، ويجوز أن يكون من جنس ما قبلها ومن غير جنسه، تقول: "قام زيد إلى عمرو"، و"قام القوم إلى منزلهم". والعِلّة في ذلك: أنّ "حتى" لم تتمكّن في الغاية تمكّن "إلى" (١).

قوله: "حتى الحُيَّض": بدَل من قوله: "حتى تخرُج البكْر"، ويصحّ أن تكون "حتى" عاطفة، أي: "وتخرج البكْر".

و"الحُيَّض": جمع "حائض"، ويجمع على: "حوائض".


(١) انظر: الجنى الداني (ص ٥٤٢، وما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>