للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: أن ينصب "نصفًا"، ويكون التقدير: "أو قال: صاع"، فيُحمل "فرض" على معنى القول، تحكي بها الجملة بعدها.

ويجوز أن يكون التقدير على الشّك من الرّاوي، كأنّ الرّاوي قال: "أو قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (١)، انتهى.

و"أو" هنا للتقسيم، لا للتخيير. والله أعلم.

قوله: "قال": فاعله ضمير "ابن عمر"، و"عدل الناس" أي: "جعلوا عدْل الصاع من التمر نصفَ صاعٍ من البُرِّ".

قال في "الصّحاح": قال الأخفش: "العِدْل" بالكسر "المثل"، و"العَدْل" بالفتح أصله مصدر قولك: "عدلت بهذا عَدلًا حسنًا"، تجعله اسمًا للمثل، ليُفَرَّقَ بينه وبين "عدل المتاع" (٢).

وقال الفراء: "العَدْل" بالفتح "ما عادل الشيء من غير جنسه".

و"العِدْل" بالكسر: "المثل"، تقول: "عندي عِدْل غلامك" و"عِدل شاتك"، إذا كان غلامًا يعدل غلامًا، أو شاة تعدل شاة، فإذا أردت قيمته من غير جنسه نصبت العين، وربما كسرها بعض العَرَب، وكأنّه منهم غلط، وقد أجمعوا على واحد "الأعدال" أنه: "عِدْل" بالكسر (٣)، و"العديل": "الذي يعادلك في الوزن" (٤).

وتقدّم الكلام على حكم "على" في الخامس من "الجنابة".

و"الباء" في قوله: "به" للتعدية، ويُضَمَّنُ "عَدَل" معنى "بَدَّل"، أي: "بدَّل


(١) انظر: إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث (ص ١١٧، ١١٨).
(٢) انظر: الصحاح (٥/ ١٧٦١).
(٣) انظر: معاني القرآن للفراء (١/ ٣٢٠).
(٤) انظر: الصحاح (٥/ ١٧٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>