للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - التسمي بملك الأملاك وما في معناه:

يرى ابن حجر -رَحِمَهُ اللهُ- تحريم التسمي بملك الأملاك، وشاهن شاه، وحاكم الحكام، وقاضي القضاة. وأن ذلك كبيرة من كبائر الذنوب. حيث عد من الكبائر: "التسمية بملك الأملاك" (١) وأورد الأدلة على ذلك، ثم عقب عليها بقوله:

"عد ما ذكر [يعني: من الكبائر] ... ظاهر، قال أئمتنا: وتحرم التسمية بكل من ملك الأملاك، وشاهِن شاه إذ هو بمعناه؛ وذلك أنه لا يوصف بذلك غير الله -عز وجل-.

وألحق بذلك بعض أئمتنا حاكم الحكام، وقاضي القضاة ... " (٢).

التقويم:

لما كان الله سبحانه هو مالك الملك، ولا ملك أعظم وأكبر منه، كان إطلاق هذا الاسم على غيره لا يجوز؛ حفظًا للتوحيد ودفعًا لوسائل الشرك (٣)، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أخنع (٤) اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك" (٥).

وقد نص غير واحد من أهل العلم على أنه يلحق بملك الأملاك ما في معناه كشاهن شاه، وسلطان السلاطين، وأحكم الحاكمين. واختلفوا في التسمي بقاضي القضاة وحاكم الحكام هل يلحقان بذلك أم لا؟


(١) الزواجر (١/ ٢١٢).
(٢) المصدر السابق (١/ ٢١٢)، وانظر: تنبيه الأخيار (ل ١٨/ أ).
(٣) انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (١٤/ ١٢٢)، تهذيب السنن لابن القيم (٧/ ٢٥٨)، زاد المعاد (٢/ ٣٤٠)، تحفة المودود (ص ١٣٠)، فتح الباري (١٠/ ٥٩٠)، تيسير العزيز الحميد (ص ٦١٢)، فتح المجيد (٢/ ٧١١)، القول المفيد (٣/ ٣).
(٤) أخنع أي: أوضع أو أذل، والخانع: الذليل الخاضع، والمعنى: أشد الأسماء ذلًا وأوضعها عند الله.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (٢/ ١٨)، والنهاية (٢/ ٨٤).
(٥) أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب أبغض الأسماء إلى الله (٤/ ١٩٥١) برقم (٦٢٠٥)، ومسلم، كتاب الأدب، باب تحريم التسمي بملك الأملاك (٣/ ١٦٨٨) برقم (٢١٤٣).

<<  <   >  >>