للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والراجح -والله أعلم- أنهما يلحقان بذلك لكون علة النهي متحققة فيهما كما هي متحققة في ملك الملوك وشاهن شاه وسلطان السلاطين (١).

يقول العلامة ابن القيم رحمه الله: "ومن المحرم التسمية بملك الملوك، وسلطان السلاطين، وشاهن شاه ...

وقال بعض العلماء: وفي معنى ذلك كراهية التسمية بقاضي القضاة، وحاكم الحكام؛ فإن حاكم الحكام في الحقيقة هو الله ... " (٢).

وبناء على ما سبق فما ذهب إليه ابن حجر رحمه الله من تحريم التسمي بملك الأملاك وما في معناه موافق لِمَا عليه أهل العلم من أهل السنة والجماعة.

٦ - التوسل:

يرى ابن حجر- غفر الله له- استحباب التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث يقول: "التوسل به -صلى الله عليه وسلم- ... حسن في كل حال قبل خلقه، وبعد خلقه في الدنيا والآخرة ... " (٣).

ويبين مراده بالتوسل به -صلى الله عليه وسلم- المستحب فيقول: "معنى التوسل به -صلى الله عليه وسلم- طلب الدعاء منه" (٤)، أو الدعاء بحقه "والمراد بحقه رتبته ومنزلته إليه، أو الحق الذي جعله الله سبحانه وتعالي له على الخلق، أو الحق الذي جعله الله بفضله له عليه" (٥).

ويرى أن "السؤال به -صلى الله عليه وسلم- ليس سؤالًا له حتى يوجب اشتراكًا وإنما هو سؤال الله بمن له عنده قدر عليّ ومرتبة رفيعة وجاه عظيم فمن كرامته على ربه أن لا يخيب السائل به والمتوسل بجاهه" (٦).


(١) انظر: زاد المعاد (٢/ ٣٤٠)، تحفة المودود (ص ١٣٠)، فتح الباري (١٠/ ٥٩١)، تيسير العزيز الحميد (ص ٦١٣ - ٦١٤).
(٢) تحفة المودود (ص ١٣٠).
(٣) الجوهر المنظم (ص ٦١)، وانظر: تحفة الزوار (ص ٨٧) وما بعدها، وحاشية الإيضاح (ص ٤٩٩)، فتح الإله بشرح المشكاة (ص ٣٦٣).
(٤) الجوهر المنظم (ص ٦٢)، وانظر: حاشية الإيضاح (ص ٥٠٠).
(٥) الجوهر المنظم (ص ٦١).
(٦) المصدر السابق (ص ٦١).

<<  <   >  >>