للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقرر أن التوسل به مشروع في كل أحواله -صلى الله عليه وسلم- سواء كان ذلك قبل خلقه، أو بعد خلقه في الدنيا أو الآخرة، ويسوق الأدلة على ذلك فيقول:

"مما يدل لطلب التوسل به قبل خلقه ...

ما أخرجه الحاكم (١) وصححه أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَمّا اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد -صلى الله عليه وسلم- إلا ما غفرت لي، فقال الله: يا آدم كيف عرفت محمدًا ولم أخلقه؟ قال: يا رب لَمّا خلقتني بيدك، ونفخت فيّ من روحك، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبًا لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال الله: صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إليّ، إذ سألتني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك ... " (٢).

"وفي حياته: ما أخرجه النسائي والترمذي وصححه ... أن رجلًا ضريرًا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ادع الله أن يعافيني، فقال: إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير لك، قال: فادعه، وفي رواية: ليس لي قائد وقد شق عليّ، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي اللهم شفّعه فيّ.

وصححه البيهقي وزاد: فقام وقد أبصر.

وفي رواية: اللهم شفّعه فيّ وشفعني في نفسي" (٣).

"ومما يستدل به على التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فعل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في توسله بالاستسقاء بعم النبي -صلى الله عليه وسلم- العباس بن عبد المطلب، وكان يقول:


(١) هو محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبي، أبو عبد الله، المعروف بابن البَيِّع الحاكم النيسابوري، إمام محدث، من مؤلفاته: المستدرك على الصحيحين، والمدخل إلى الصحيح، ومعرفة علوم الحديث، توفي سنة (٤٠٥ هـ).
انظر: سير أعلام النبلاء (١٧/ ١٦٢)، شذرات الذهب (٣/ ١٧٦).
(٢) الجوهر المنظم (ص ٦١)، وانظر: تحفة الزوار (ص ٨٩)، وحاشية الإيضاح (ص ٥٠٠).
(٣) الجوهر المنظم (ص ٦١)، وانظر: تحفة الزوار (ص ٩٨)، وحاشية الإيضاح (ص ٥٠٠).

<<  <   >  >>