للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جـ- رواية: "من قاتل فليجتنب الوجه، فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن" (١).

٢ - أن القول بذلك هو الذي عليه جمهور السلف وأئمتهم -رحمهم الله- كأحمد وإسحاق (٢) وغيرهما، بل ورد عنهم الإنكار على من قال بخلافه وعده من الجهمية (٣).

٣ - أن كل التأويلات التي ذكرها النفاة وتأولوا بها هذا الحديث لا تصح؛ فإنها "تارة يكون المعنى المحمول عليه النص فيها باطلًا، وتارة يكون غير دال عليه، وتارة يكون النص دالًا على نقيض ما يقوله المؤؤل، ومضادًا له، وتارة يجمع من ذلك ما يجمع، وهذا شأن أهل التحريف والإلحاد" (٤).

وما ذكره ابن حجر من رجوع الضمير إلى المضروب أو إلى الصفة من جملة تلك التأويلات الباطلة، وبيان ذلك كما يلي:

أما تأويل الحديث بان الله خلق آدم على صورة المضروب، وإرجاع الضمير إليه فباطل من وجوه، منها:


= والحديث صححه الإمام أحمد، والإمام إسحاق بن راهويه، والإمام الحاكم، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والحافظ الذهبي، والحافظ ابن حجر العسقلاني.
انظر: بيان تلبيس الجهمية القسم السادس ت. اليحيى (٢/ ٤٥٨ - ٤٦٣)، ميزان الاعتدال (٤/ ٥٢٦)، فتح الباري (٥/ ١٨٣).
(١) أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (٢/ ٥٣٦) برقم (١٢٤٣)، وابن أبي عاصم في السنة (ص ٢٣٠) برقم (٥٢١)، والدارقطني في الصفات (ص ٦٥) برقم (٤٩)، وأبو يعلى في إبطال التأويلات (١/ ٩٦) برقم (٨٢) من طرق عن ابن لهيعة، عن أبي يونس سليم بن جبير، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- به.
قال الشيخ الألباني: "إسناده ضعيف، ورجاله ثقات غير ابن لهيعة، فإنه سيئ الحفظ، وإنما يصح الحديث بلفظ: "على صورته دون ذكر الرحمن"، لكن يشهد لها الرواية السابقة.
(٢) هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر، التميمي، ثم الحنظلي، المروزي، أبو يعقوب المشهور بإسحاق بن راهويه، من أئمة السلف وعلمائهم، من مؤلفاته: المسند والتفسير والسنن في الفقه، توفي سنة ٢٣٨ هـ انظر: سير أعلام النبلاء (١١/ ٣٥٨)، شذرات الذهب (٢/ ٨٩).
(٣) انظر: إبطال التأويلات (١/ ٨٨).
(٤) بيان تلبيس الجهمية، القسم السادس، تحقيق: عبد الرحمن اليحيى (٢/ ٤٨١).

<<  <   >  >>