للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا كان أبو سعيد بن كلاب -رأس هذه الطائفة وإمامها في هذه المسألة- لا يذكر في بيانها شيئًا يعقل، بل يقول: هو معنى يناقض السكوت والخرس، والسكوت والخرس إنما يتصوران إذا تصور الكلام" (١).

ومما يؤكد ذلك اعتراف كثير من الأشاعرة بعجزهم عن تصور الكلام النفسي، والإجابة عما يرد عليه (٢).

د- أن الأدلة التي ساقها الأشاعرة على قولهم بأن حقيقة الكلام معنى قائم بالنفس لا يصح الاستدلال بها؛ لكونها إما مطعونًا في ثبوتها، أو غير مُسَلَّم بدلالتها (٣).

٣ - أن النصوص الشرعية من الكتاب والسنة قد تواترت بإثبات الكلام، والقول، وإسناداة، والمناجاة، والصوت، والحرف لله تعالى، وتنوع ذلك بتنوع الزمان بين الماضي والحاضر والمستقبل، وهذا كله يدل دلالة ظاهرة على أن كلام الله كلام حقيقي، وأن القول بأن كلامه كلام نفسي باطل (٤).

٤ - أن القرآن الكريم مُعجِز ومُتحدىً به، ومعلوم أن الكلام النفسي لا يتصور معارضته ولا يتحدى به، فليس هذا الإعجاز والتحدي إلا بالقرآن العربي الذي هو كلام الله لفظًا ومعنى (٥).


(١) مجموع الفتاوى (٦/ ٢٩٦).
(٢) انظر: ما ذكره الآمدي في أبكار الأفكار (١/ ٤٠٠)، والإيجي فيما نقله عنه الجرجاني ووافقه عليه في شرح المواقف (٨/ ١٠٣ - ١٠٤).
(٣) انظر: الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص ٨١). وما بعدها، مسألة القرآن لابن عقيل (ص ١١٢) وما بعدها، البرهان في بيان القرآن (ص ٧٨ - ٨١)، الصراط المستقيم (ص ٤١)، مجموع الفتاوى (٦/ ٢٩٦ - ٢٩٧)، الصواعق المرسلة (١/ ٣٤٤ - ٣٤٥)، شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (١/ ١٩٩ - ٢٠٤)، بدعة الكلام النفسي للخميس (ص ٣١) وما بعدها، العقيدة السلفية في كلام رب البرية للجديع (ص ٣٢٥ - ٤١٠).
(٤) نظر: مسألة القرآن لابن عقيل (ص ٥٩ - ٦٤)، درء التعارض (٢/ ٩٣)، مجموع الفتاوى (٦/ ٥٣٠ - ٥٣١)، مختصر الصواعق (٢/ ٢٩٧ - ٢٩٨).
(٥) انظر: مسألة القرآن لابن عقيل (ص ٥١، ٥٢)، الصراط المستقيم (ص ٢٢)، البرهان في بيان القرآن (ص ٣٠ - ٣١، ٧٠)، شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (١/ ٢٠٣).

<<  <   >  >>