للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واتفقت الأحاديث أنها صلاة رباعية، وقد قال بعض أهل العلم: إن هذا الاختلاف في قضية واحدة.

قال ابن بزيزة: ويحتمل أن تكون قضيات مختلفة، إلا أن يثبت التاريخ.

الثاني: قوله: «إلى خشبة معروضة في المسجد»: الظاهر: أن هذه (١) الخشبة هي الجذع الذي كان -عليه الصلاة والسلام- يخطب عليه، كان منصوبا في المسجد, ولم يزل يبكي حتى جاء إليه (٢) النبي صلى الله عليه وسلم-، فضمه وعانقه, فسكن, وهو من إحدى معجزاته -عليه الصلاة والسلام- على ما سيأتي، ومما يحقق ذلك: أن في الرواية الأخرى في الصحيح: «ثم أتى جذعا» (٣) مكان (خشبة) هنا.

الثالث: قوله: «فاتكأ عليها كأنه غضبان»: قال بعض المتأخرين -وأظنه ابن بزيزة-: غضبه -عليه الصلاة والسلام- في هذا الوقت أمر خفي عنا، سببه، ولعل الصحابة - رضي الله عنهم - عبروا بالغضب عّما ظهر عليه من قبض نشأ عن مطالعته الجلال وهيبته, والله يقبض ويبسط, وإلا، فلا موجب له في هذا الوقت.


(١) "هذه" ليس في "خ".
(٢) في "ق": "جاءه".
(٣) هي رواية مسلم المتقدم تخريجها في صدر الحديث برقم (٥٧٣)، (١/ ٤٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>