كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام

باب سجود السهو - الحديث الأول - ج: 2 - ص: 371

والسلام- قطع الإضافة المجازية, والرجوع إلى الإضافة الحقيقية؛ ليسلم المؤمنون من الدخول تحت حكم الكفار, والوعيد (١) المنتجز في الآخرة عليهم، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: «إِنِّي لأَنْسَى، أَوْ أُنَسَّى لأَسُنَّ»، وهو حديث منقطع الإسناد, وهو مما ذكره مالك في بلاغاته الواقعة في «الموطأ».

قال ابن عبد البر: وهو حديث لا أعلمه بهذا اللفظ يُروى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسندا، ولا مقطوعا من غير هذا الوجه (٢).

قال غيره: وقد اختلف العلماء في معناه, فقال بعضهم: (أو) فيه للشك من الراوي, وقال بعضهم: المقصود به: النوم واليقظة، فينسى في اليقظة، ويُنَسَّى في النوم، فأضاف نسيان اليقظة إلى نفسه, وأضاف نسيان النوم إلى الله , حكاه الباجي (٣) , واستبعده غيره من المتأخرين.

وقال بعضهم: إني لأنسى على عادة البشر, وَأُنَسَّى الشيء مع إقبالي عليه وتوجهي (٤) إليه.

قال ابن بزيزة: والصحيح عندنا: أنه خرج مخرج النسبتين:

---

(١) في "خ": "والوعد".
(٢) انظر: "التمهيد" لابن عبد البر (٢٤/ ٣٧٥).
(٣) انظر: "المنتقى" للباجي (٢/ ١٠٢).
(٤) في "ق": "وتوجيهي".