للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإن قلتَ: لِم لم يفرقوا بينهما بالهمزة؛ أعني: أن يقولوا في العظيم (١) (أَأْل)، وفي الوضيع: أهل؟

قلت: لا يجوز، لاجتماع همزتين، وهو مرفوض في كلامهم، ألا تراهم أبدلوا همزة آدمَ وآخَر وأشباههما وجوبًا؟

فإن قلتَ: لم اختص (آل) بالعظيم (٢) دون (أَهْل)، وما المناسبة في ذلك؟

قلت: وجهُ الاختصاص والمناسبة: أن اللفظ قد يكون له حصة من (٣) المعنى، ولمَّا كانت الألف ممتدةً ينبسط اللسانُ بها ويرتفع، ناسبت الاستعلاءَ قَدْرًا، والارتفاعَ منزلةً، بخلاف الهاء؛ فإنها مهموسة، مستفلة (٤)، ضعيفة، فناسب (٥) الانحطاط قَدْرًا، والاستفال منزلة، فاعرفه، فقلَّما تجده.

فإن قلت: فقد جاء: (آل فرعون)، وليس بعظيم، بل رذيل؟

قلت: يحتمل ذلك وجهين:

أحدهما: أنه جاء على ما عَهِدوا (٦) من تعظيمه.


(١) في "ت": "التعظيم".
(٢) في "ت": "بالتعظيم".
(٣) في "ق": "في".
(٤) "مستفلة" ليس في "ت".
(٥) في "ت": "فناسبت".
(٦) في "ق": "عاهدوا".

<<  <  ج: ص:  >  >>