للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تكرير، تريد: اثنين اثنين (١)، وكذلك ثلاث ورباع، ونحوها، قال تعالي: {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [فاطر: ١]؛ أي: اثنين اثنين، وثلاثة ثلاثة، وأربعة أربعة، فكيف جاء قوله -عليه الصلاة والسلام- بالتكرير؟ وما الحكمة في ذلك؟ وكذلك قول الشاعر:

هَنِيًّا لأِهْلِ الْبُيُوتِ بُيُوتُهُمْ ... وَلِلآكلِينَ التَّمْرَ مَخْمَسَ مَخْمَسَا

فذكر مخمسا، وهو معدول عن خَمْسَ خَمْسَ، وتكرر بحثي في ذلك، وسؤالي عنه، فلم أجد مَنْ أتى فيه بمقنع، حتى رأيت الشيخَ جمالَ الدين بنَ عمرون رحمه اللَّه تعالى (٢) فيما شرح من "المفصّل" (٣) للزمخشري أورد السؤال بعينه، وأجاب عنه بأن قال: تكريرُ مثنى في الخبر للمبالغة في التوكيد، وكأنه قال (٤): صلاةُ الليل اثنتان اثنتان (٥)، فكرر أربع مرات؛ لأن مثنى بمنزلة اثنين اثنين مرتين (٦)، فهذا التكرار (٧) بمنزلة (٨) ضربت زيدًا زبدًا، فإذا كررت اثنين اثنين، فالتكرار (٩) معنوي لقصدك


(١) "اثنين" ليس في "ت".
(٢) المتوفى سنة (٦٤٩ هـ).
(٣) في "ت": "للمفصل".
(٤) "قال" ليس في "ق".
(٥) في "ت": "اثنان اثنان".
(٦) "اثنين مرتين" ليس في "ت". و"مرتين" ليس في "ق".
(٧) في "ت": "التكرير".
(٨) في "ق": "مثل".
(٩) في "ت": "فالتكرير".

<<  <  ج: ص:  >  >>