للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقد روى البياضي (١) [كما] في "الموطأ": أنه -عليه الصلاة والسلام- خرج على الناس وهم يصلون، وقد عَلَتْ أصواتُهم بالقراءة، فقال: "إِنَّ المُصَلِّي يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ يُنَاجِيهِ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ" (٢).

قال عبد الحق (٣): قال أبو العباس الإِبياني (٤): يجهر بالقراءة في ركعة الوتر، فأما الركعتان اللتان قبل الوتر (٥)، فإن شاء، جهرَ فيهما، وإن شاء، أَسَرَّ، قال: فإن أسرَّ في الوتر ناسيًا، سجدَ قبلَ السلام، وإن جهل، أو تعمَّد، فعليه الإعادةُ في ليلته، وبلغني ذلك عن يحيى بن عمر، قال عبدُ الحق: قوله: يعيد، استحسانٌ (٦).

وقد اختُلف فيمن أسرَّ فيما يُجهر فيه عامدًا أو جاهلًا في


(١) في "ت": "الباجي" وهو خطأ.
(٢) رواه الإِمام مالك في "الموطأ" (١/ ٨٠)، ومن طريقه: الإِمام أحمد في "المسند" (٤/ ٣٤٤)، من حديث البياضي بإسناد صحيح كما قال العراقي. والبياضي اسمه فروة بن عمرو البياضي، من بني بياضة بن عامر بن زريق. انظر: "غوامض الأسماء المبهمة" لابن بشكوال (٢/ ٨٧٥).
(٣) في "ت": "عبد اللَّه".
(٤) قلت: هو بكسر الهمزة والباء مخففة ومشددة، هذا هو الصواب في ضبطه، وأكثر المشايخ يقولونه بضم الهمزة وفتح الباء مشددة. وانظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ٧٠).
(٥) في "ت": "قبلها".
(٦) في "ق": "استحبابًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>