للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على ذلك، ولم يقلْ لهم: أنتمُ أفضلُ منهم لصبركم (١) على فقركم، بل علَّمَهم (٢) ما يقوم مقامَ تلك الزيادة التي فَضَلَهم الأغنياءُ بها، فلما قالها الأغنياء، ساوَوْهُم فيها، وبقي معهم (٣) راجِحِيَّة القُرَب المالية، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "ذلكَ فضلُ اللَّه يؤتيه مَنْ يشاء".

وقد تأول الشيخ أبو طالب المكيُّ رحمه اللَّه قوله -عليه الصلاة والسلام- "ذلكَ فضلُ اللَّه يؤتيهِ مَنْ يشاءُ" (٤) تأويلًا لا يتبادر إليه (٥) الذهن، ومعناه: أنكم فَضَلْتم الأغنياء، أو (٦) ساويتموهم، وإن لم تكن لكم قُرُباتُ (٧)، وذلك بفضل اللَّه تعالى.

وبالجملة: فالخلافُ في هذه المشكلة شهير (٨) جدًا، والكلام عليها مبسوط في كتب التصوف بعد أن تعلم: أن الذي عليه الجمهورُ من الصوفية؛ أن الفقيرَ الصابرَ أفضلُ من الغني الشاكر.


(١) في "ت": "بصبركم".
(٢) في "ت": "علمتم".
(٣) في "ت": "وبقيت" بدل "بقي معهم".
(٤) "وقد تأول الشيخ أبو طالب. . . " إلى هنا، ليس في "ت".
(٥) في "ق": "إلى".
(٦) في "ت": "و".
(٧) في "ت" زيادة: "أموال".
(٨) في "ت": "كثير".

<<  <  ج: ص:  >  >>