للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرابع: مجيئها في تسعٍ وعشرين سورةً (١) بعدد الحروف.

الخامس: كما رُوعي تنصيفُها باعتبار هجائها، روعي تنصيفُها باعتبار أجناسها (٢).

قلت: يريد: أن كل جنس من أجناس الحروف؛ كالمجهورة، والمهموسة، والرخوة، والشديدة، وغير ذلك من أجناسها، قد نُصفت (٣)، فاستُعمل (٤) نصفُها في القرآن، وأُهمِلَ النِّصْفُ الآخر، وإذا تأملتَ ذلك، وجدته، ثم إن النصف المستعملَ في القرآن، هو الأخفُّ، والأكثرُ (٥) استعمالًا من النصف الآخر (٦) المهمَل.

ومن وقف على ذلك، علم أن هذا القرآن ليس من كلام البشر، وجزم بأنه كلام (٧) خالقِ القُوى والقَدَر، فإن المتبحِّرَ في معرفة الحروف، وتصرُّفِ مخارجها الخفيف والثقيل، وغير ذلك من أجناسها، لا يهتدي إلى هذا النظر الدقيق، ومما يشد من عضد (٨) ما ذكرناه: أن الألف واللام


(١) "سورة" ليس في "ت".
(٢) ذكر هذه الوجوه الخمسة: الزركشي في "البرهان في علوم القرآن" (١/ ١٧٦).
(٣) في "ت": "تنصفت".
(٤) في "ق": "صنف فاستعمل نصفها".
(٥) في "ت": "أخف وأكثر".
(٦) "النصف الآخر" ليس في "ت"، و"الآخر" ليس في "خ".
(٧) في "ق": "من كلام".
(٨) في "ق": "قصد".

<<  <  ج: ص:  >  >>