للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والميم، يكثرْنَ (١) في الفواتح ما لم يكثر غيرُها من الحروف؛ لكثرتها في الكلام، ولأن الهمزة من الرئة، فهي (٢) أعمق الحروف، واللام مخرجها من طرف اللسان ملصقة بصدر الغار الأعلى من الفم، فصوتها يملأ ما وراءها من هواء الفم، والميم مطبقة؛ لأن مخرجها من الشفتين إذا أطبقتا (٣)، فرمز بهنَّ (٤) إلى باقي الحروف؛ كما رمز -صلى اللَّه عليه وسلم- بقوله: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" إلى الإتيان بالشهادتين، وغيرِهما مما هو من لوازمهما (٥).

وكذلك لسائر الحروف الفواتح (٦) شأنٌ ليس لغيرها، و (٧) وراء ذلك من الأسرار الإلهية ما لا تستقلُّ بفهمه البشرية (٨)، ولقد استخرج بعضُ أئمة المغرب (٩) من قوله تعالى: {الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} [الروم: ١ - ٣]، فتوحَ بيتِ المقدس، واستنقاذَه من يد (١٠) العدوِّ


(١) في "ت": "يكثرون".
(٢) في "خ": "فهو".
(٣) في "ت": "فتُبين إذا أطبقتهما"، وفي "ق": "إذا انطبقتا".
(٤) في "ت": "فرمزهن" بدل "فرمز بهن".
(٥) في "ت": "لازمهما".
(٦) في "ق": "بالفواتح".
(٧) الواو ليست في "ق".
(٨) في "ت": "لا يستقل بفهمه البشر".
(٩) في "ق": "بعض العرب".
(١٠) في "ق": "أيدي".

<<  <  ج: ص:  >  >>