للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في سنةٍ معينة، وكان (١) كما قال، واللَّه تعالى أعلم.

الثالث من الكلام على الحديث: {تَنْزِيِلُ} بضم اللام على الحكاية؛ كما تقدم تقريره في حديث عائشة: كانَ يفتتحُ الصلاةَ بالتكبير، والقراءةَ بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: ٢].

وفيه: دليل على أنه يجوز أن تقول: قرأت الفاتحة، وقرأت البقرة، من غير ذكر سورة؛ إذ لم يقل: كان يقرأ سورة {الم} [البقرة: ١]، ولا سورة {هَل أَتَىْ} [الإنسان: ١].

وفيه أيضًا: دليل على إبطال قول من قال: لا يقالُ: سورة كذا، وإنما يقال: السورة التي يُذكر فيها كذا.

الرابع: ظاهرُ الحديثِ: استحبابُ قراءة هاتين السورتين يومَ الجمعة في صلاة الصبح، وبه أخذ الشافعي رحمه اللَّه تعالى.

وكره مالكٌ للإمام قراءةَ السجدةِ في صلاة الفرض (٢) مطلقًا؛ خشيةَ التخليط على مَنْ وراءه، وخصَّ بعضُ أصحابه (٣) الكراهةَ بالسرِّيَّة، فعلى هذا لا يكون مخالفًا لمقتضى (٤) هذا الحديث، وفي المواظبة على ذلك دائمًا (٥) أمرٌ آخَرُ، وهو أنه ربما أَدَّى


(١) في "ق": "فكان".
(٢) في "ت": "الصلاة" بدل "صلاة الفرض".
(٣) في "ق": "أصحابنا".
(٤) في "ت": "بمقتضى".
(٥) "دائمًا" ليس في "ت" و"خ".

<<  <  ج: ص:  >  >>