للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والوجه الثاني: أنه فعل ذلك؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- أمرهم أن يُعْلِموه، وهو الإمامُ الذي إليه الصلاةُ، فلما صلَّوا دونَ علمِه، كان ذلك بمنزلة مَنْ دُفِنَ بغير صلاة، وهذا التأويل تبعده (١) القولةُ الشاذة التي لمالك فيمن دُفن بغير صلاة.

قال: ويحتمل عندي أن يكون وجهُ ذلك: أنه -عليه الصلاة والسلام- لما صلَّى على القبر، قال عند ذلك: "إِنَّ هَذ القُبُورَ (٢) مَمْلُوءَةٌ عَلَى أَهْلِهَا ظُلْمَةً، وَإِنَّ اللَّه (٣) -تَعَالَى- يُنَوِّرُهَا بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ" (٤)، أو كما قال، وهذا كالإفهام بأن هذا هو علةُ (٥) صلاته على القبور، وهذه علة تختص بصلاته -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ لا يُقطع على وجود ذلك في غيره، وفي الكتاب: عن ابن عباس: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صلَّى على القبر، ويحتمل أن يكون القبر الذي أرادَ ابنُ عباس، هو قبرُ السوداء المذكور (٦)، انتهى كلامه (٧).

ع (٨): وتحصيلُ مذهب مالك وأصحابه، ومشهورُ أقوالِ أكثرهم،


(١) "تبعده" ليس في "ت"، وفي "ق": "تعضده"، وفي المطبوع من "الإكمال" (٣/ ٤١٨): "تسعده".
(٢) "القبور" ليس في "ت".
(٣) في "ت": "واللَّه" بدل "إن اللَّه".
(٤) تقدم تخريجه قريبًا من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-.
(٥) "علة" ليس في "ت".
(٦) في "ت": "المذكورة".
(٧) انظر: "المعلم" للمازري (١/ ٤٨٩).
(٨) "ع" بياض في "ت".

<<  <  ج: ص:  >  >>