للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيل في قيام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وسطها: من أجل جنينها ليكونا أمامه معًا.

الثالث: قوله: "فقام وسطها": ع: ضُبط بإسكان السين (١).

والوجهُ عندي فيه الفتح، وهو مقتضى ما قاله أهل اللغة؛ قالوا: يقال: جلست وسْط القوم -بالإسكان-؛ أي: بينهم، وجلست وسَط الدار -بالفتح-، فكل موضع صلح فيه (بين)، فهو وسْط -بالإسكان-، وإن لم يصلح فيه (بين)، فهو وسَط، بالفتح (٢).

قال الجوهري: وربما سُكِّنَ، وليس بالوجه (٣).

ويستحيل تقدير (بين) في الحديث؛ لأن (بين) لا تضاف إلا إلى شيئين فصاعدًا، تقول: المال بينَ زيد وعمرو، ولا يصح بين زيد، وأما قوله تعالى: {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: ٦٨] فإنما أضيفت إلى (ذلك)، وإن (٤) كان مفردًا؛ لوقوع الإشارة به إلى شيئين، وهما الفُروضة،


(١) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٣/ ٤٣٠).
قلت: وقد جعل ابن الملقن في "الإعلام" (٤/ ٤٧٧) قول الفاكهي: "والوجه عندي فيه الفتح" إلى قوله "فهو وسط بالفتح" كله من كلام القاضي عياض، والحال بخلاف ذلك كما ترى، وذلك كله لاعتماد ابن الملقن على كلام الفاكهي في نقوله، دون أن يرجع رحمه اللَّه إلى المراجع الأساس التي نقل عنها الفاكهي، ولذا فإنك ترى في كتابه "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" أوهاما عدَّة بسبب ما أوردته من نقله الكثير جدًا عن الفاكهي في كتابنا هذا، واللَّه أعلم.
(٢) قوله: "ع ضبط بهاسكان السين" إلى هنا ليس في "ق".
(٣) انظر: "الصحاح" للجوهري (٣/ ١١٦٨)، (مادة: وسط).
(٤) في "ق": "فإن".

<<  <  ج: ص:  >  >>