للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا الزمانُ؛ حيث انتشرَ الإِسلام، وتمهدت قواعدُه لا يُساويه في هذا المعنى، فلا يساويه في التشديد، هذا أو معناه.

قال: وهذا القولُ عندنا باطلٌ قطعًا؛ لأنه قد ورد في الأحاديث الإخبارُ عن أمر الآخرة بعذاب المصوِّرين، وأنه يقال لهم: "أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ".

وهذه علة (١) مخالفةٌ لما قاله هذا القائل، وقد صرح بذلك في قوله -عليه الصلاة والسلام-: "المُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللَّه" (٢)، وهذه علة عامة مستقلة مناسبة، لا تخص زمنًّا (٣) دون زمن، وليس لنا أن نتصرف في النصوص المتظاهرة (٤) المتظافرة، بمعنى خيالي يمكن أن لا يكون هو المراد، مع اقتضاء اللفط للتعليل بغيره، وهو التشبيهُ بخلق اللَّه (٥).

قلت: وهذا ردُّ صحيح لا ينازِعُ فيه منصِف، وقد يؤخذ من قوله -عليه الصلاة والسلام-: "المُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ (٦) اللَّهِ" تحريمُ (٧) تصويرِ


(١) في "ق": "غاية".
(٢) رواه البخاري (٥٦١٠)، كتاب: اللباس، باب: ما وطىء من التصاوير، ومسلم (٢١٠٧)، كتاب: اللباس والزينة، باب: تحريم تصوير صورة الحيوان، عن عائشة رضي اللَّه عنها.
(٣) في "ت": "على تخصص زمن" بدل "لا تخص زمنًا".
(٤) "المتظاهرة" ليس في "ق".
(٥) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ١٧١).
(٦) في "خ" و"ق": "الخلق".
(٧) في "ت": "تحرير".

<<  <  ج: ص:  >  >>