للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في غير المقبرة المسبَّلة؛ لأنه فيها تضييق (١) على الناس، وقد قال الشافعي رحمه اللَّه: رأيت من الولاة مَنْ يهدم بمكة ما بُني بها, ولم أر الفقهاء يَعيبون عليه ذلك (٢). قيل: وهذا يشبه ما كرهه مالك رحمه اللَّه من البنيان المحدَثِ بعرفةَ وبمنى، وبنيان مسجدِ عرفة.

قال: وما كان بعرفةَ مسجدٌ منذ كانت، وإنما أُحدث مسجدُها بعدَ بني هاشم بعشرين سنة، واللَّه أعلم (٣).

فصل: وأما ما حدث في زماننا هذا، وقبلَه بقليل؛ من أمر قَرافة مصر، وما ابتدعَ فيها الخاصُّ والعامُّ من الأبنية المَشِيدَة، والسقوف المعقَّدة، والزخارف المدونة، والبساتين المفننة، فيجب هدمُه شرعًا؛ لكونها من المقابر المحبَّسة على المسلمين، المُسَبَّلة لدفنهم خاصة، بنقل الإثبات، والأئمةِ الثقات، ومما يؤكد كونهَا مسبلةً لدفن المسلمين خاصة: ما أخبرني به الشيخُ الفقيه الإِمام علامة وقته نجمُ الدِّينِ بنُ الرفعة رحمه اللَّه تعالى، [عن شيخه القاضي الفقيه ظهير الدين الترمنتي رحمه اللَّه تعالى] (٤): أنه دخل (٥) إلى صورة مسجد بناه بعضُ الناس بقَرافة مصر الصُّغرى، فجلس فيه من غير أن يصلي التحية (٦)، فقال له الباني: لم لا صليت


(١) في "ق": "بضيق".
(٢) انظر: "الأم" للإمام الشافعي (١/ ٢٧٧).
(٣) وانظر: "مواهب الجليل" للحطاب (٢/ ٢٤٢) وما بعدها.
(٤) ما بين معكوفتين زيادة من "ق".
(٥) "تعالى: أنه دخل": بياض في "ت".
(٦) في "ق": "له تحية المسجد".

<<  <  ج: ص:  >  >>