للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* (١) الكلام على الحديث من وجوه:

الأول: قد تقدم معنى قوله -عليه الصلاة والسلام-: "لَيْسَ مِنَّا"، وأن معناه: ليس من أهل سُنَّتِنا, ولا مهتدٍ بهدينا, ولا يجوز أن يُحمل على الخروج من (٢) الإِسلام جملةً؛ لأن (٣) المعاصي لا يكفر بها عند أهل الحقِّ والسنَّة.

الثاني: قوله -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ": خَصَّ (٤) الخدودَ بالضرب دونَ سائر الأعضاء؛ لأنه الواقعُ منهن عندَ المصيبة، ولأن (٥) أشرفَ ما في الإنسان الوجهُ، فلا يجوز امتهانُه وإهانتُه بضربٍ ولا تشويهٍ، ولا غيرِ ذلك مما يَشْينُه، وقد أمر في الضرب والتأدب بأن يُتَّقَى الوجهُ.

الثالث: قوله -عليه الصلاة والسلام-: "الخُدُودَ" فجمع، وليس للإنسان إلا خَدَّان، وهذا -واللَّه أعلم-، من باب قوله -تعالى-:


= الباري" لابن حجر (٣/ ١٦٣)، و"عمدة القاري" للعيني (٨/ ٨٧)، و"كشف اللثام" للسفاريني (٣/ ٣٨٠)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (٤/ ١٥٥).
(١) جاء هنا في النسخة الخطية لمكتبة القرويين المرموز لها بـ "ق" ترجمة عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه- راوي هذا الحديث، وكانت ترجمته قد تقدمت في الحديث الأول من باب التشهد، واللَّه أعلم.
(٢) في "ت": "عن".
(٣) في "ت": "إذ".
(٤) في "ت": "وخص".
(٥) في "ت": "وأن".

<<  <  ج: ص:  >  >>