للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "نهى"، يحتملُ التحريمَ، والكراهةَ، وكأنه في التحريم أظهرُ، وقد تقدَّم الخلاف في ذلك مبينًا.

وقولهم: "فإنكَ تُواصل" فيه: معارَضَة المفتي إذا أَفتى بما يخالف حالَه، ولم يعلم المستفتي بسرِّ المخالفة.

وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "إني لستُ كهيئتكم": الهيئة في أصل اللغة: الشَّارَةُ، يقال: فلانٌ حسنُ الهيئة، والهيئة (١) -بفتح الهاء وكسرها-، والمعنى: لستُ مثلَكم؛ كما جاء مفسرًا في الرواية الأخرى لمسلم: "إِنَّكمْ لَسْتُمْ في ذَلِكَ مِثْلِي" (٢).

قال الخطابي: الوصالُ من خصائص ما أُبيح للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو محظور (٣) على أمته (٤).

وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "إني أُطعَم وأُسقى"، قيل: هو على ظاهره كرامةً له -عليه الصلاة والسلام-، واختصاصًا، قاله ع (٥)، واعترضه ح: بأنه لو أكل حقيقةً، لم يكن مُواصِلًا، وقوي ذلك بقوله


= السلام" للصنعاني (٢/ ١٥٥)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (٤/ ٢٩٧).
(١) "والهيئة" ليس في "ت".
(٢) تقدم تخريجه عند مسلم برقم (١١٠٣)، (٢/ ٧٧٤).
(٣) في "ت": "مخصوص".
(٤) انظر "معالم السنن" للخطابي (٢/ ١٠٧).
(٥) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٤/ ٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>