للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الشرح:

ظاهرُه في الغزو والجهاد، ويحتمل أن يريد بسبيل اللَّه: طاعتَه؛ لأن كل ما يُتقرب به إلى اللَّه -تعالى- فهو في سبيل اللَّه، وكأنه عبَّر بذلك عن إخلاص النية وحسنِ القصد، وكأن الأول أظهرُ بالنسبة إلى العرف (١)، وإن كان قد جاء في بعض الأحاديث جعل الحج، أو سفره من سبيل اللَّه، فإن حملناه على الغزو، فلاجتماع العبادتين فيه، لكن قيل: يُحمل على مَنْ لم يتضرر بالصيام، ولا يفوِّت حقا، ولا يختل أمرُ قتاله ولا غيره من مهمات غزوه (٢).

ومعنى المباعدة من النار: المعافاة منها -عافانا اللَّه منها (٣) بمنِّه وكرمه-.

ومعنى سبعين خريفًا: سبعون عامًا؛ أي: مسيرةَ سبعين عامًا.

ق: وإنما عبر بالخريف عن السنة؛ من جهة أن السنة لا يكون فيها إلا خريف واحد، فإذا مرَّ الخريف، فقد مرت السنة كلُّها، وكذلك لو عبر بسائر الفصول عن العام، كان سائغًا لهذا المعنى، إذ ليس في السنة إلا ربيعٌ واحد، ومصيف (٤) واحد.

قال بعضهم: ولكن الخريف أولى بذلك؛ لأنه الفصل الذي


(١) في "ت": "إلى الغزو".
(٢) انظر: "شرح مسلم" للنووي (٨/ ٣٣).
(٣) "عافانا اللَّه منها" ليس في "ت".
(٤) في "ت": "وبصيف".

<<  <  ج: ص:  >  >>