للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تحصل (١) به نهايةُ ما بدأ في سائر الفصول؛ لأن الإزهار يبدو (٢) في الربيع، والثمار تتشكل (٣) صورُها في المصيف، وفيه يبدو نضجُها، ووقتُ الانتفاع بها أَكْلًا وتحصيلًا وادخارًا في الخريف، وهو المقصود منها، فكان فصل الخريف أولى بأن يُعبر به عن السنة من غيره (٤).

قلت: إن سلَّمنا مناسبة هذا التعليل، فلنا أن نقول: فما وجهُ العدول عن التعبير بالسنة إلى لازمها الذي هو الخريف، والأصلُ التعبيرُ بالشيء لا بلازمه؟

والذي يظهر لي في ذلك -واللَّه أعلم-: أن السامع إذا سمع الخريف، تصور أن في كل سنة فصولًا أربعة، ولا كذلك إذا عبر بالسنة، إذ ربما ذهل عن تصور ذلك، والحديث إنما أُتي به في سياق الترغيب، فكان ذكرُ الخريف أنسبَ لذلك، واللَّه أعلم.

ويجوز -أيضًا- أن يكون -عليه الصلاة والسلام- عبر بذلك لما كان الخريف نصفُه الأول فيه الحر، إذ هو معاقِبٌ لفصل الصيف، ونصفُه الآخر فيه البرد، إذ كان يليه فصلُ الشتاء، ليتذكر العبد (٥) بذلك حرَّ النار وزمهريرَها، واللَّه تعالى أعلم.


(١) في "ت": "يجعل".
(٢) في "ت": "تبدو".
(٣) في "ت" زيادة: "في".
(٤) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ٢٤٦).
(٥) في "ت": "الوجد".

<<  <  ج: ص:  >  >>