للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويجوز (والنعمةُ لك) [بالرفع] على الإبتداء (١)، والخبر محذوف تقديره: إن الحمدَ لك (٢)، والنعمة لك.

قال ابن الأنباري: وإن شئتَ جعلتَ خبر (إن) محذوفًا.

وقوله: "وسَعْدَيْك" إعرابها وتثنيتها كما تقدَّم في (لبيك)، ومعناه: ساعدت طاعتك يا ربِّ! مساعدةً بعدَ مساعدةٍ.

وقوله: "والخير بيديك"؛ أي: الخيرُ كلُّه بيد اللَّه (٣)، وهو في المعنى -واللَّه أعلم- كقوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: ٦٤].

فائدة كلامية (٤): قال ابن فورك في "كتاب المقدمات" له: اعلم أنا نقول: إن ما وصف اللَّه -تعالى- به نفسَه؛ من أن له يَدَين بقوله: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥] هما صفتان له، طريقُ إثباتهما الخبرُ، ولا يجوزُ أن يُقَالَ: هما بَعْضان، أو عضْوان، أو غيران، كما يوصف بذلك غيرُهما من الأيدي، وليس هما بمعنى الملك والقدرة، ولا بمعنى النعمة والصلة، بل هما بمعنى الصفة، والدليلُ على ذلك


(١) في "خ" و"ت": "ويجوز" والنعمة لك "على الإبدال"، والصواب ما أثبت، كما في المطبوع من "إكمال المعلم".
(٢) "لك": ليس في "ت".
(٣) انظر: "المعلم" للمازري (٢/ ٧١)، و"إكمال المعلم" للقاضي عياض (٤/ ١٧٧).
(٤) "كلامية": ليس في "ت".

<<  <  ج: ص:  >  >>