للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما قوله -عليه الصلاة والسلام-: "ومن دعا رجلًا بالكفر، أو قال: عدو اللَّه"؛ أي (١): قال له: يا كافر، أو يا عدوَّ اللَّه، فعلى هذا يكون (عدوَّ اللَّه) منصوبًا على النداء، ويجوز الرفعُ على خبر مبتدأ محذوف؛ أي: قال له: أنتَ عدوُّ اللَّه (٢)، ونحو ذلك، و (حار): بالحاء والراء المهملتين، ومنه قوله تعالى: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (١٤)} [الانشقاق: ١٤]؛ أي: لن (٣) يبعث.

ق: وهذا وعيدٌ عظيم لمن أكفرَ أحدًا من المسلمين، وليسَ كذلك، وهي ورطةٌ عظيمة وقع فيها خلقٌ كثير من المتكلمين، ومن المنسوبين إلى السنة، وأهل الحديث، لمَّا اختلفوا في العقائد، فغلّظوا على مخالفيهم (٤)، وحكموا بكفرهم (٥)، وخرقَ حجابَ الهيبة في ذلك جماعةٌ من الحشوية، وهذا الوعيد لاحقٌ بهم إذا لم يكن خصومُهم كذلك (٦).


(١) في "ت": "فمعناه أنه" مكان "أي".
(٢) في "ت": "للَّه".
(٣) في "خ": "لم".
(٤) في "خ": "فغلطوا على مخالفتهم".
(٥) في "ت": "وتكفيرهم" مكان "وحكموا بكفرهم".
(٦) قال الإمام ابن دقيق في كتابه: "شرح الإلمام" (١/ ٤٨٢): واختلاف الناس في العقائد والمذاهب جزيلًا طويلًا، وأرتع بعضهم في أعراض بعض مرتعًا وبيلًا، وسدَّد في الطعن من السهام ما لا تردُّه دروع الزجر ولا الملام، وبثَّ في الأرض داهية يَحِقُّ أن يقال لها.: صَمي صَمام: =

<<  <  ج: ص:  >  >>