للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وبالشمس، وبالليل، وغير ذلك، لا حَجْرَ عليه -سبحانه-، بل الحجرُ علينا، وإن كان قد قيل في ذلك -أيضًا-: إنه على حذف مضاف، كما تقدم.

وعندي: لا يحتاج إليه هنا؛ بخلاف الأول؛ فإن تعظيمَه -تعالى- لبعض الأشياء تنبيهٌ لنا على عِظَمِ قدرِها عنده، أو تعبد لنا (١) بأن نعطمها، فلا يُقاس هذا على هذا (٢).

إذا ثبت هذا، فإنَّ ما (٣) يقسم به على ثلاثة أقسام:

قِسْمٌ يُباح القَسَمُ به، وهو القَسَمُ بأسماء اللَّه -تعالى- وصفاتِه.

وقسمٌ يحرُم القَسَمُ به إجماعًا، وهو القَسَمُ بالأنصاب، والأزلام، واللاتِ، والعزى، ونحو ذلك، فإن قصد (٤) تعظيمًا، كفرَ، وإلَّا، أَثِمَ.

والقسمُ الثالث: ما عدا ذلكَ مما لا يقتضي تعظيمُه (٥) كفرًا، فهذا اختُلف فيه بالتحريم والكراهة، ولا كفارةَ عندنا فيه؛ خلافًا لأبي حنيفة في إثبات الكفارةِ في ذلك.

وقولُ عمر -رضي اللَّه عنه-: ذاكرًا ولا آثرًا، هذا من الاحتياط والمبالغة في


(١) "لنا" ليس في "ت".
(٢) انظر: "المعلم" للمازري (٢/ ٣٦٥)، و"إكمال المعلم" للقاضي عياض (٥/ ٤٠٠).
(٣) في "ت": "فلتعلم أن ما".
(٤) في "ت" زيادة: "به".
(٥) في "ت": "لا يُعْتَنى بتعظيمه".

<<  <  ج: ص:  >  >>