للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على وجوه أذكرها؛ ليرد هذا إلى أولاها به (١).

فأحدها: فطر الله الخلق فطرة: أنشأه، والله فاطر السموات والأرض؛ أي: خالقهما.

والفطرة: الجبلّة التي خلق الله الناس عليها، وجبلهم على فعلها، وفي الحديث: «كل مولود يولد على الفطرة» (٢)، قال

قوم من أهل اللغة: فطرة الله التي فطر الناس عليها: خلْقه لهم.

وقيل: معنى قوله: «على الفطرة»: أي: على الإقرار بالله الذي كان أقر به لما أخرجه من ظهر آدم -عليه الصلاة

والسلام-.

والفطرة: زكاة الفطر.

وأولى الوجوه بما ذكرنا أن تكون الفطرة ما جبل الله الخلق عليه، وجبل طباعهم على فعله، وهي كراهة ما في جسده مما هو ليس من

زينته.

وقال غير القزاز: الفطرة: السنة. انتهى (٣).

وقال أبو سليمان الخطابي -رحمه الله- وجماعة غيره: ذهب أكثر العلماء إلى أنها السنة، قالوا: ومعناه أنه (٤) من سنن الأنبياء

-صلوات الله


(١) في (ق): "إلى أولا بها.
(٢) رواه البخاري (١٣١٩)، كتاب: الجنائز، باب: ما قيل في أولاد المشركين، ومسلم (٢٦٥٨)، كتاب: القدر باب: معنى «كل مولود على الفطرة»، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٣) انظر: «شرح عمدة الأحكام» لابن دقيق (١/ ٨٤).
(٤) في (ق): "أنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>