للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: الأصح عند الأكثرين والمحققين الوجه الثاني، انتهى (١).

فصل: المني مشدد، سمي منيا؛ لأنه يمنى، أي: يصب، وسميت (منى)؛ لما يمنى فيها من الدماء، ويقال: أَمْنَى ومَنَى، ومنَّى -بالتشديد -، وبالأولى جاء القرآن، قال الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ} [الواقعة: ٥٨].

فمنيُّ الرجل -في حال صحته- أبيض ثخينٌ يتدفق في خروجه دفعةً بعد دفعة، يخرج بشهوة ولذة، ويعقب خروجه فتورٌ، ورائحته كرائحة الطَّلْع، قريبة من رائحة العجين، وإذا يبس، كان كرائحة البيض، وقد تفقد بعض هذه الصفات، ويسمى -مع ذلك- منيا بأن يرق ويصفر لمرض، أو يخرج بلا شهوة ولا لذة؛ لاسترخاء وعائة، أو يحمر لكثرة الجماع، ويصير كماء اللحم، وربما خرج دما عبيطًا.

قالوا: وخواصه ثلاث:

الأولى: الخروج بشهوة مع الفتور عقبه.

الثانية: الرائحة كرائحة الطلع، على ما سبق.

الثالثة: الخروج بتدفق.

وكل واحدة من هذه الثلاث إذا انفردت، اقتضت كونه منيا، فإن فقدت كلها، فليس بمني.

وماء المرأة أصفر رقيق، وقد يبيض بفضل قوتها، والله أعلم (٢).


(١) انظر: روضة الطالبين للنووي (١/ ١٧).
(٢) انظر: تحرير ألفاظ التنبيه للنووي (ص: ٣٨ - ٣٩)، وعنه نقل المؤلف - رحمه الله - هذا الفصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>