للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال القاضي أبو الوليد: نص مالك - رحمه الله -، وأكثر العلماء: على وجوب (١) إتيان طعام الوليمة لمن دعي إليها، قال: وصفة الدعوة التي تجب لها الإجابة: أن يلقى صاحب العرس الرجل، فيدعوه، أو يقول لغيره: ادع لي فلانا، فيعينه، فإن قال له: ادع (٢) من لقيت، فلا بأس على من دعي لمثل هذا أن يتخلف، انتهى (٣).

وهل يلزم الأكل من لزمته الإجابة؟

قال الشيخ أبو محمد بن أبي زيد - رحمه الله -: ولتجب إذا دعيت إلى وليمة العرس إذا لم يكن هناك لهو مشهور، ولا منكر بين، وأنت في الأكل بالخيار (٤).

فظاهر هذا، أو نصه: عدم وجوب الأكل.

وقال القاضي أبو الحسن: مذهبنا: أن الوليمة غير واجبة، والإجابة إليها غير واجبة، ولكن تستحب.

ثم إنما يؤمر بالإجابة -على القولين جميعا-: إذا لم يكن في الدعوة منكر، ولا فرش حرير، ولا في الجمع من يتأذى بحضوره وبمجالسته من السفلة الأراذل (٥) الذي تزري به مجالستهم، ولا زحام، ولا إغلاق باب دونه.


(١) "وجوب" ليس في "ق".
(٢) في "ق": "ادع لي".
(٣) انظر: "المنتقى" للباجي (٥/ ١٧١).
(٤) انظر: "الرسالة" لابن أبي زيد (ص: ١٦٠).
(٥) في "ق": "الأرذال".

<<  <  ج: ص:  >  >>