للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: المناسبة في ذلك -والله أعلم-: التنبيه بذكر الحمار على البلادة وعدم الفهم؛ لأن المتعاطي لمخالفة إمامه ومسابقتهله في أفعالهع كأنه بلغ (١) هذا المبلغ من البلادة، فناسب بذلك أن يحول رأسه رأس حمار؛ لشبهه به، لا سيما وقد قالوا: إن العقوبة تكون من جنس الجناية والذنب، كما جاء: من تحلم كاذبا، ألزم، وقال -عليه الصلاة والسلام-: «أُزمَ أن يكلف عقد شعيرتين، وليس بعاقد» (٢)، كقوله في المصور: «كلف أن ينفخ فيه الروح، وليس بنافخ» (٣)، وفي الحديث الآخر: «أحيوا ما خلقتم» (٤)، إلى غير ذلك، والله أعلم.

فإن قلت: لم خص الرأس دون غيره؟

قلت: لأأنه به وقعت الجناية.


(١) في "خ": "يبلغ".
(٢) رواه الترمذي (٢٢٨٣)، كتاب: الرؤيا، باب: في الذي يكذب في حلمه، من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- بلفظ: "من تحلَّم كاذبا كُلِّف يوم القيامة أن يعقد بين شعرتين، ولن يعقد بينهما"، وقال: حسن صحيح.
والحديث رواه البخاري (٦٦٣٥) أيضًا من حديث ابن عباس نحوه.
(٣) رواه البخاري (٥٦١٨)، كتاب: اللباس، باب: من صور صورة، ومسلم (٢١١٠)، كتاب: اللباس والزينة، باب: تحريم تصوير صورة الحيوان، من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
(٤) رواه البخاري (١٩٩٩)، كتاب: البيوع، باب: التجارة فيما يكره لبسه للرجال والنساء، ومسلم (٢١٠٧)، كتاب: اللباس والزينة، باب: تحريم تصوير صورة الحيوان، من حديث عائشة -رضي الله عنها-.

<<  <  ج: ص:  >  >>