للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اعلم: أن المصنف - رحمه الله - سها في إيراد هذا الحديث في هذا الكتاب: فإنه مما انفرد به مسلم عن البخاري، وشرط الكتاب تخريج الشيخين (١).

* ثم الكلام على الحديث من وجوه:

الأول: قولها - رضي الله عنها -: «يستفتح الصلاة بالتكبير، والقراءة» هكذا رويناه، و (القراءة) (٢)، بالنصب، وضم الدال من (الحمد) لا غير؛ أي: يبتدئ الصلاة بالتكبير، ويبتدئ القراءة بالحمد لله رب العالمين، وعلى هذا لا تعارض بين حديث أبي هريرة وهذا الحديث؛ لأنه يجوز أن يكون المعنى: -عليه الصلاة والسلام- يسكت السكوت المذكور بعد التكبير، ثم يبتدئ القراءة بـ: الحمد لله رب العالمين.

وأما إن روي لفظ القراءة بالخفض، تعارضا؛ إذ لا يبقى المعنى: أنه يبتدئ الصلاة بالتكبير، وبـ: الحمد لله رب العالمين، فيكون (والقراءة) معطوفا على قولها: (بالتكبير)، ولا سكوت ثم، ولا ذكر، فتكون


= * مصَادر شرح الحَدِيث:
"معالم السنن" للخطابي (١/ ١٩٩)، و"إكمال المعلم" للقاضي عياض (٢/ ٤٠٩)، و"المفهم" للقرطبي (٢/ ٩٨)، و"شرح مسلم" للنووي (٤/ ٢١٣)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (١/ ٢١٣)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (١/ ٤٤٦)، و"النكت على العمدة" للزركشي (ص: ٩٣٠)، و"كشف اللثام" للسفاريني (٢/ ٣١٩)، و"سبل السلام" للصنعاني (١/ ١٦٦).
(١) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (١/ ٢١٣).
(٢) "هكذا رويناه، والقراءة" ليس في "ق".

<<  <  ج: ص:  >  >>