للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عند النوائب، فلا ربَّ غيره، ولا إلهَ سواه.

ولقوله: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} عبودية تخصها، وهي شهود عموم رحمته، وسعتها لكل شيء، وأخْذ كل موجود بنصيبه منها، ولا سيما الرحمة الخاصة (١) التي أقامت عبده بين يديه في خدمته، يناجيه بكلامه ويتملَّقه ويسترحمه ويسأله هدايته ورحمته، وإتمامَ (٢) نعمته عليه، فهذا من رحمته بعبده، فرحمتُه وسعتْ كلَّ شيء، كما أن حمده وسعَ كل شيء.

ثم يعطي قوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [٥٢ ب] عبوديتها، ويتأمل تضمنها لإثبات المعاد، وتفرد الرب فيه بالحكم بين خلقه، وأنه (٣) يوم يدين فيه العباد بأعمالهم في الخير والشر، وذلك من (٤) تفاصيل حمده وموجبه.

ولما كان قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} إخبارًا عن حمده تعالى قال الله: حمدني عبدي، ولما كان قوله: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} إعادةً وتكريرًا لأوصاف كماله قال: أثنى عليَّ عبدي، فإن الثناء إنما يكون بتكرار المحامد وتعداد أوصاف المحمود، ولما وصفه سبحانه بتفرده


(١) في الأصل بعدها: "به"، وليست في ك، ع.
(٢) ك: "وتمام".
(٣) ع: "فإنه".
(٤) ك: "في".