للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رُوحُ المجالس ذكرُهُ وحديثُه ... وهُدًى لكلِّ ملَدَّدٍ حيرانِ

وإذا أُخِلَّ (١) بذِكرِه في مجلسٍ ... فأولئكَ الأمواتُ في الجَبَّانِ (٢)

إلى أن وصلَ المُنشدُ إلى قوله (٣):

والمُستهامُ على المحبَّةِ لم يَزَل ... حَاشَا لذِكْرَاكم من النِّسيَانِ

لو قيلَ ما تهوى لقَالَ مُبادرًا ... أهوَى زِيَارَتَكمُ على أجفَانِ

تالله إن سمحَ الزَّمانُ بقُربِكُم ... وحَلَلتُ منكُم بالمَحَلِّ الدَّاني

لأُعَفِّرنَّ الخدَّ شُكرًا في الثَّرَى ... ولأَكْحَلَنَّ بِتُربِكُم أجفاني (٤)

فغلبَهُ البكاءُ والنَّحِيبُ.

ولو تتبعنا ما في هذا عن المتقدِّمين والمتأخِّرين لبلَغ عدَّة أسفارٍ!

فهذا مما يَنتَفِعُ به السامعُ ولا يَتَضرَّرُ به إذا صادفَه مُصادفةً فاستَراحَ


(١) ع: "أخذ" تحريف.
(٢) "الجبَّان" بمعنى المقبرة، وهو على الصواب في النسخة، فغيَّره المحقق الجديد إلى "الحيَّان"، ولا معنى له هنا.
(٣) هذه الأبيات من نونية أخرى للصرصري في ديوانه (نسخة تشستربيتي ٣٨٦٥، ونسخة جامعة أم القرى ١٩٥٦). وهي في "فوات الوفيات" (٤/ ٣٠٤، ٣٠٥)، وقد جمع فيه بينها وبين أبياتٍ من النونية السابقة وكلتاهما من بحر الكامل.
(٤) ع: "أجفان". وكذا في الطبعة الجديدة بدون ضمير المتكلم، وهو خطأ.