(الهبِةُ): معناهَا الإعطاءُ بدونِ ثوابٍ أو بدون عِوَضٍ، وكل ما تفَضَّل اللَّهُ به على عبادِهِ فهو بدون عِوَضٍ تفَضُّلًا منه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
قوله: [{إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} يعقوبُ بعدَ إسحاقَ]: وإنما جَعَلَ اللَّه يعقوبَ هبةً لإبراهيمَ لأنه ابنُ ابنِهِ، ولأنه وُلدَ في حياته، وأقرَّ اللَّه عَينَهُ به وهو حَيٌّ، كما قال اللَّه تعالى عن امرْأتِهِ:{فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ}[هود: ٧١].
قوله:{وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ} الضميرُ في قولِهِ: {ذُرِّيَّتِهِ} يعودُ على إبراهيمَ، فالمرادُ بالذُّرِّيةِ هنا ذُرِّيةُ إبراهيمَ، وهنا خالفَ الضَّمِيرُ القاعدةَ فعادَ على المذكُورِ الأوَّلِ ولم يَعُدْ على أقربِ مذكورٍ، والغالبُ أن الضَّميرَ يعودُ إلى أقربِ مذكورٍ، لكنه قد يخرج عن هذه القاعِدَة، وذلك بحسب السِّياقِ كما في قوله تعالى:{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ}[الحج: ٧٨]، فضميرُ الفَصلِ في قوله تعالى:{هُوَ سَمَّاكُمُ} يعودُ على اللَّه جلَّ وَعَلَا،