الفَائِدةُ الأُولَى: تَهديدُ المكذِّبينَ للرَّسولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لقَولِهِ: {فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ}، وقد عَلِموا ما جَرَى لهم، فعَلى هذا يكونُ في ذلِكَ تَهديدٌ لهؤلاءِ المكذِّبِينَ للرسولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.
الفَائِدةُ الثَّانِية: أن الرُّسُلَ يجبُ عليهم الإبلاغُ لقولِهِ: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ}؛ لأن (على): تُفِيدُ الوجوبَ، قال اللَّه تعالى:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}[آل عمران: ٩٧]، يعني: الواجِبَ، فـ (على): إذا قيل: على فُلانٍ كذا وكذا، فإنها تُفِيدُ الوجوبَ.
الفَائِدةُ الثَّالِثةُ: أن الرُّسلَ لا يجبُ عليهم هِدايَةُ الخَلْق، فليس عليهم إلا البلاغُ، أما الهدِايةُ فإلى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، وكذلك الحسابُ على اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، قال تعالى:{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ}[الرعد: ٤٠].
الفَائِدةُ الرَّابِعةُ: وجوبُ الإبلاغِ على أهلِ العِلمِ؛ لأن العلماءَ ورَثَةُ الأنبياءِ (١)،
(١) كما في الحديث الذي أخرجه أبو داود: كتاب العلم، باب الحث على طلب العلم، رقم (٣٦٤١)؛ =