قوله:{إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} عبَّر بالإتيانِ كنايَةً عَنِ الجِماعِ؛ لأن القرآنُ يُكَنِّي عَمَّا يُسْتقْبحُ ذِكْره بما يدلُ عليه، وهذا كثيرٌ في اللغة العربية، ومثال آخر مِنَ القرآنِ قال اللَّه تعالى:{فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}[البقرة: ٢٢٣]، فكَنَّى عن الجِماعِ بالإتيانِ.
قوله:{وَتَقْطَعُونَ السَّبِيل} السَّبِيلُ: الطَّريقُ، وقطْعُهم الطريقَ له صِفتانِ:
الصفةُ الأُولى: قَطعُ الطريقِ المعروفِ، وهو أن يتَعَرَّضُوا للناس بالسَّلْبِ والنَّهبِ والقتل، ويسمى عندنَا باللّغَةِ العامية: الحنشَلَة.
الصفةُ الثانية: يَقْطعونَ السَّبِيلَ، أي: يتَسَبَّبونَ لعدمِ سُلوكِ الطُّرقِ بما يفعلونَ بأهْلِهَا؛ ولهذا قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ:[طَرِيقُ المارر بفِعْلِكُم الفَاحِشَة بمن يمُرُّ بِكُمْ، فتَرَكَ النَّاسُ الممَرَّ بِكُمْ].