الفَائِدةُ الأُولَى: إقامَةُ الحجَّةِ على الخَصْمِ حتى يُذْعِنَ ويُقِرَّ، لقوله:{لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}.
الفَائِدةُ الثَّانِية: سَفَهُ هؤلاءِ المشركينَ باللَّهِ في عِبادَتِهم حيثُ يُقِرُّونَ بربوبِيَّتِهِ ثم يُنْكِرُونَ ألوهِيَّتَهُ، وكان مِنَ العَقْلِ أن من أقَرَّ بالرُّبوبِيَّةِ يُقِرُّ بالألوهية.
الفَائِدةُ الثَّالِثة: إثباتُ خلقِ السَّموات والأرضِ، وأن الذي خَلَقهما هو اللَّه، لقولِهِ:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}.
الفَائِدةُ الرَّابِعة: أن تَدبيرَ الكونِ إلى اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لقولِهِ:{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ}.
الفَائِدةُ الخامِسةُ: رحمةُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بخَلقِهِ، حيثُ سَخَّرَ لهم الشمس والقمر.
الفَائِدةُ السَّابِعة: أن الإقرارَ بالرُّبِوبِيَّةِ لا يكْفِي في التوحيدِ، وبهذا نَعْرِفُ بطلانَ تفسيرِ من فسَّرَ الإله بالقادِرِ على الاختراعِ، فإن المتكَلِّمِين يُفَسِّرون الإلهَ بالقادِرِ على الاختراعِ، وإذا فَسَّرُوا الإله بهذا التَّفْسِير لم يكن هناك فَرقٌ بين تَوحيدِهِمْ وبين توحيدِ المشْركينَ.
وأهلُ السُّنَّةِ يقولون: الإله هو المعبودُ حقًّا، وإن كان المعبودُ بالباطِلِ يُسَمَّى إلهًا لأنه يُعْبَدُ؛ لكِنَّ ألوهيَّتَهُ باطِلَةٌ.
الفَائِدةُ الثَّامِنة: إثباتُ علمِ اللَّهِ للأمورِ التي تقَعُ في المستقبلِ، لقوله:{لَيَقُولُنَّ}، فإن هذا خَبَرٌ عن أمرِ مسْتَقْبَلٍ، ولا شكَّ أنه سيَقَعُ كما أخبَرَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.