قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{أَخَاهُمْ} ولم يقلْ: أخوهم؛ لأنه اسمٌ من الأسماءِ الخَمْسَةِ -لأهل الآجُرُّوميَّةِ- أو من الأسماء الستة -لأهلِ الألْفِيَّةِ-.
قوله:{أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} الأخوة هنا ليست في الدِّينِ قَطْعًا؛ لأن الكُفَّارَ ليسوا بإخوةٍ للمُؤمِنِينَ، وقال بعضُ الناس: إن الكافِرَ والمسلمَ أَخوانِ في الإنسانِيَّةِ؛ لأن كُلَّهم بَشَرٌ.
وإذا نَظَرْنا إلى المسألة بعَقْل وبدونِ عاطِفَةٍ عَلِمْنا فسادَ هذا القول؛ لأننا حُدِّثنا أن رَجُلًا من أهلِ الخيرِ تكلم في مسجدٍ مِنَ المساجِدِ يَعِظُ الناس ويقول: هؤلاء إخواننا في الإنسانية يعني: الكُفَّارَ، والجواب عن هذا قولُه عَزَّ وَجَلَّ في سورة الممتحنة عن إبراهيم:{كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}[الممتحنة: ٤]، فكيف تكونُ الأُخُوَّةُ وقد كفَرَ بهم وبَدَا بينه وبينهم العَداوةُ والبَغْضَاءُ،