قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} نُنَزِّلَنَّهُم، وفي قِراءَةٍ بالمثلثَةِ بعدَ النون (١)، مِنَ الثَّواءِ: الإقامَةِ، وتَعْدِيتُه إلى {غُرَفًا} هو بحذْفِ (في)] اهـ.
فالآية فيها قراءتانِ:{لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} بمعنى لنُنَزِّلَنَّهم، وعلى هذا فتكون الهاءُ في (نُبَوِّئنهم) المفعولَ الأولَ و {غُرَفًا} المفعولَ الثاني.
وفي قراءةٍ أخرى بدلِ (الباء)(ثاء)، وبَدَلِ الهَمْزَةِ (ياء): "لنُثْوِيَنّهم" مأخوذةٌ من الثَّواءِ وهو الإقامَةُ، يقال: ثَوَى في المكانِ أقامَ فِيهِ، وعلى هذا فتكون {غُرَفًا} منصوبةً بنزعِ الخافِضِ أي: لنُقَيِّمَنَّهم في غُرَفٍ.
وقيل: إنها منصوبةُ بتَعَدِّي الفِعْلِ إليها على سبيلِ التَوَسُّعِ، وهذا أصحُّ؛ لأننا على هذا الوجه لا نحتاج إلى تقديرِ (في).
والقراءتانِ يَثْبُتُ معناهما فتكونُ الآيةُ على الإنزالِ، وأنه إنزالُ إقامَةٍ لا إنزالَ