قولُه:{مَن كانَ يَرْجُوا}، قَالُ المُفَسِّر في تَفْسيرِ {يَرْجُوا}: [يخَافُ] وهذا صَرفٌ للَّفْظِ عن ظاهِرِه؛ لأن الرجاءَ غيرُ الخوفِ، الرجاءُ: أي: الأَمَل، وهذا هو الصوابُ، فالمعنى:{يَرْجُوْا لِقَاءَ اللَّهِ}، أي: يأمل أن يلقى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ راضيًا عنه {فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ}، كما في قولِه تعالى:{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[الكهف: ١١٠]، وليس هناك ما يوجِبُ صرفَ اللَّفظِ عن ظَاهِرِه، بل إن المعنى: مَنْ كانَ يرْجُو لقِاءَ اللَّهِ وأنه يَلْقاهُ وهو راضٍ عنه، فإن الأمر لَيسَ ببعيدٍ {فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ}، أي: المدَّةُ التي جعَلَها اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حائلًا بينَكَ وبين لقَائه سوف تَأتِي، يعني: سوفَ يأتي ذلك الأجلُ لا محالةَ، ويُحتمَلُ أن قولَهُ:{فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ}، أي: المدَّةُ التي قَدَّرهَا للقائه، وهذا أحسنُ، فالمدَّةُ التي قدَّرهَا للقائِهِ لا بُدَّ أن تَأْتِيَ.
قولُهُ عَزَّ وَجَلَّ: [{فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ} به]، أي: باللِّقاءِ، {لَآتٍ}(اللام) للتَّوكِيدِ لأنها واقعة في خبرِ (إنَّ)، وقَدْ تقدَّم في شرحِ الألْفِيَّةِ أن مَحلَّها في أَوَّل الجملةِ،