قوله:{وَالَّذِينَ} مبتدأٌ وخبَرُه الجملَةُ الاسميَّةُ في قولِهِ: {أُولَئِكَ يَئِسُوا}، فهذه الجملةُ كُبرى وصُغْرى، يقول النحويون: جملةٌ كُبْرَى وصُغْرى فإذا كانت الجملةُ خبرًا يُسَمُّونَها جملةً صُغْرى، وإذا كانت مكونة مِنْ مبتدأ وخبرٍ تُسَمَّى كُبْرى، فعندنا الآن {وَالَّذِينَ كَفَرُوا} إلى آخر الجملةِ نُسَمِّيهَا جملةً كُبْرَى، {أُولَئِكَ يَئِسُوا} هذه جملَةٌ صُغْرى لأنها جزءٌ مِنَ الجُملةِ الكُبرى، فهي مبتدأٌ وخَبرٌ لكنها خبرٌ, وأتى بالجملة الاسمِيَّةِ للدَّلالَةِ على الثُّبوتِ والاستِقْرارِ.
فالكونية: ما خَلقَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في السَّماءِ والأرضِ، فهي آيات كَونِيَّةٌ لدَلالَتِهَا على خالِقَها، فهي دالَّةٌ على الخَالِق، وكل شيءٍ مِنها يَدُلُّ على صِفَةٍ تُناسِبُهُ؛ لأن الآياتِ كلَّهَا على سبيلِ العُمومِ تَدُلُّ على الخالِق، كلُّ آيَةٍ منها تدلُّ على صِفَةٍ مُعيَّنَةٍ