قَال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ:[بِأَنْ أشْرَكَ بِهِ]، هذا أيضًا تفسيرٌ قاصرٌ، إلا أن يُريدَ التَّمِثيلَ، فمن أشركَ باللَّه فقد افتَرَى على اللَّهِ كذِبًا؛ لأنه زَعَم أن مع اللَّه إلهًا آخَرَ وهو كاذِبٌ.
فالافتراءُ على اللَّه كَذِبًا له أنواع كثيرة، فمَنْ قال: إن اللَّه حرَّمَ كَذَا، واللَّه تعالى لم يحرِّمْه، فقد افتَرَى على اللَّه كَذِبًا، ومن قال: إنَّ اللَّه أرادَ بكلامِهِ كذا دونَ كذا، فقد افتَرَى على اللَّه كَذِبًا، ومن قال إن اللَّه ليس له يَدٌ حَقِيقية، وليس له وجْهٌ حقِيقِيٌّ، وليس له رِضًا حقيقي وما أشبه ذلك، فقد افتَرَى على اللَّه كَذِبًا؛ فكلُّ من قال عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أو عنْ أفعالِهِ أو عن أحكامِهِ شيئًا لم يَقُله اللَّهُ ولا رسولُه؛ فإنه مفْتَرٍ على اللَّه كَذِبًا.