قَال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَكَأَيِّنْ} كَمْ]: على هذا تكونُ خَبَرِيَّةً، يعني: وكَمْ من دَابَّةٍ، أي: كثيرٌ مِنَ الدَّوابِ.
والدابَّةُ في اللغة العربية: كل ما يَدُبُّ على الأرضِ، سواء مَشَى على بَطْنِهِ أو على رِجْلَينِ أو على أربعٍ، أما في العُرْفِ فهي لذَواتِ الأربعِ فقط، فلا تَشْمَلُ ما يَمْشِي على بَطْنِهِ ولا ما يمْشِي على رِجْلين، ولا على ما يمْشِي على سبعٍ وسبعين، وهي دابة عِنْدَنا تُسَمَّى أم سبعٍ وسبعين، وهي مثلُ الدُّودَةِ تَمْشِي ولها أرجلٌ كثيرةٌ -سبحان اللَّه! - وقد أخْبَرَنِي بعضُ الطُّلابِ أنهم عَدُّوا هذه الأرجلَ فوجَدُوها فوق الخَمسين ودونَ السِّتِّين، ولعله نوعٌ آخَرُ أو لعل هذه التسمية على سبيلِ المبالَغَةِ الظاهِرَةِ.
لو قال قائل: هل السيارةُ تُسَمَّى دابَّةٌ؟
فالجواب: لا تُسَمَّى دابة؛ لأن الدابَّة هي التي تَدُبُّ بنَفْسِهَا، أما السيارةُ فلا تَدُبُّ بنَفْسِهَا بل بسائِقِهَا، وقد تَدْخُلُ السيارة في الفَلكِ لأنها مِثْلُ السَّفِينَةِ لصاحبِهَا.