قوله:{وَلَمَّا}(لما) هُنَا مِنْ أدواتِ الشَّرطِ غيرِ الجازِمَةِ؛ لأن (لما) لا تَجْزمُ إلا إذا كانتْ نافِية، أما إذا كانتْ شَرْطية فإنها لا تَجْزِمُ وتكون مثل (إذا) و (لو) أي: مِنْ أدواتِ الشرطِ غيرِ الجازِمَةِ.
مثال (لمَّا) النافية قوله عَزَّ وَجَلَّ: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}[ص: ٨]، أي: لم يَذُوقُوا العذابَ لكنه قَرِيبٌ منهم؛ لأنها تنْفي لكن تَدُلُّ على تَوَقُّعِهِ، وهذا مِنَ الفُروقِ بينها وبين (لم).
وجوابُ الشَّرْطِ قولُهُ:{وَلَمَّا جَاءَتْ}.
قوله:{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى}(الباء) هنا للمصَاحَبَةِ أي: مصْطَحِبِينَ للبُشْرَى، والبُشْرَى بمَعْنَى البِشَارَةِ، والبِشَارَةُ هي الإخبارُ بما يَسُرُّ، وقد تُطْلَقُ على الإخبارِ بما يَسُوءُ مثل قوله تعالى:{فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}[الانشقاق: ٢٤]، واستعمالها فيما يَسُوءُ قيل: إنه من بابِ التَهَكُّمِ بالمبَشَّرِ، ولكنَّه ضَعِيفٌ.
ووجه كونِهِ بشَارَةٌ: لأنه يؤثِّرُ على بَشْرَةِ المخاطَبِ به كما يؤثِّرُ الخبرُ السَّارُّ.
وقَال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{بِالْبُشْرَى} بإِسْحاقَ ويَعْقُوبَ بَعْدَهُ]: والدَّليلُ على