قوله {لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ}(اللام) هنا لامُ الأمْرِ على قِراءةِ تَسْكِينِ اللام في قوله: (ولْيتَمَتَّعُوا) والأمر هنا المرادُ به التَّهْدِيدُ؛ لأن اللَّه لا يأمُرُ بالكفْرِ أمرَ إرشادٍ، ولا أمْرَ إلزامٍ، وعلى القراءة الثانية: وهي كَسْرُ اللامِ في قوله: {وَلِيَتَمَتَّعُوا} تكون (اللام) لام كَي، ولكن هذه اللامُ هِي لامُ التَّعْلِيلِ أو لامُ العاقِبَةِ؟
الجواب: هي لامُ العاقِبَةِ؛ لأن اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لم يُنْجِهْم إلى البرِّ لِكَي يُشْرِكُوا ويَكْفُروا، لكن صارَتْ عاقِبَتَهم الكُفْرُ، ولام العاقِبَةِ معروفةٌ في اللُّغَةِ العرَبِيَّةِ، قال تعالى:{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}[القصص: ٨]، لكن هل آل فرعونَ الْتَقَطُوا مُوسَى لهذا الغَرضِ؟
الجواب: لا، لكن صارتِ العَاقِبَةُ هذه، وهُم لو عَلِمُوا أنه سيكونُ لهم عَدُوًّا وحَزَنًا ما التْقَطُوه، أو التَقَطُوه وأهْلَكُوه، فهنا العاقِبَةُ أنهم كَفَرُوا بما آتَيْنَاهُمْ.