للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الآية (٤٧)]

* * *

* قالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ} [العنكبوت: ٤٧].

* * *

إعرابُ {وَكَذَلِكَ} الكاف: اسم بمَعْنى (مثل) محلُّه مِنَ الإعرابِ النَّصبَ على المفعولِيَّةِ المطلْقَةِ، التقدير: ومثل ذلك الإنزالِ: {أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ}، وقد يكونُ مفعولًا به مُقَدَّمًا، ومثلُ هذا كثيرٌ في القرآنِ كقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} [الشعراء: ٧٤]، أي: مثل ذلكَ الفِعْلِ يَفْعَلُونَ.

قوله: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ} الخطابُ في قَولِهِ: {إِلَيْكَ} للنبي عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

وقوله: {أَنْزَلْنَا} أضافه اللَّه إليه لأنه كَلامُه لَفْظًا ومَعْنًى، وهذا الذي عليه أهلُ السنَّة والجَماعة، وهو الذي دلَّ عليه القرآنُ والسنَّة وإجماعُ الأئمةِ.

وهو مخالف لقولِ الأشاعِرَةِ: إن القرآنَ كلامُ اللَّه معنى لا لَفْظًا، وإن هذه الحروفَ مخلوقة خَلقها اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لتكونَ عِبارَةً عن كلامِ اللَّه وليست هي كلامُهُ.

والكُلَّابِيَّةُ أتباعُ سعيدِ بن كُلَّابٍ يقولون: حكاية عَنْ كلامِ اللَّه وليس عبارةً.

<<  <   >  >>